يوسف حجي صاحب الأهداف الساحرة
أعيش على حلم تحقيق لقب مع الأسود
مرتاح على عطاءاتي رفقة الأسود
عقد رباعي مع >رين< يترجم واقعي
هدف تونس الضائع مازال يلاحقني
حجي·· إسم طبع الكرة المغربية منذ ليلة القبض على المنتخب الوطني الزامبي في إطار آخر جولة للتأهيل لنهائيات كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة·
رحل مصطفى عن المنتخب الوطني بعد أن أسهب في العطاء، وحل يوسف بنفس صورة التألق الذي سره في هذه الأسرة "الموهبة"·
إذا كان حجي الأكبر قد تحرك في إطار دولية المسار، فإن مصطفى بقي وفيا للمدرسة الفرنسية، حيث يوجد في ثالث محطة برين الفرنسي، بعد مرحلة التكوين والتألق بنانسي مقر الأسرة، ثم مع باستيا في إطار تجربة قصيرة لكن كانت مفيدة·
اليوم يخوض يوسف حجي تجربة جديدة مع المنتخب الوطني وهو يعيش على أكبر إنجاز بتونس 2004، ويسعى إلى تخطي مرحلة الإقصاء العالمي والقاري وكله شوق لانتزاع لقب قاري على الأقل يوازي اللقب الشخصي لشقيقه الذي شرف الكرة الوطنية عندما حاز على الكرة الذهبية الإفريقية وسجل الرقم (4) على الصعيد الوطني بعد دخول نادي فرس، التيمومي والزاكي·
بأسلوب سلس وسهل وصريح جاء التعامل مع يوسف حجي في إطار هذا الحوار المتزن والمركز·
المنتخب: ماهو تقييمك للموسم الماضي الذي قضيته مع رين الفرنسي؟
- حجي: كما يعلم الجميع، فإن الموسم الماضي مع "رين" كان جد صعب في بدايته، حيث توالت النتائج السلبية التي لم تكن تعكس واقع المجموعة التي قامت بموسم سابق في المستوى، إلا أن الأمور تحسنت مع مرور الدورات لننجز نهاية موسم جيد، حيث كنا على مقربة من تحقيق هدف دخول المنافسة القارية، وأتمنى أن تكون انطلاقة هذا الموسم امتدادا لما عرفته نهاية سابقه إن شاء الله، والهدف هو دائما مقعد أوروبي·
المنتخب: الوجهة الثانية كانت مع المنتخب الوطني، ماهو تقييمك؟،
- حجي: الأكيد أننا مع المنتخب الوطني مررنا بجانب أشياء·· إقصاء على صعيد كأس العالم وضياع فرصة التعويض على مستوى كأس إفريقيا بمصر خاصة وأن الجميع كان ينتظر المنتخب الذي حرم من اللقب في دورة تونس 2004، هذا لا يعني أننا لا نتوفر على فريق جيد بل بالعكس فكل لاعب وله مكانته ومؤهلاته، لذا علينا الآن أن نحاول إعادة الكرة الوطنية إلى مستواها الحقيقي·
المنتخب: دائما في إطار المقارنات، ما حكمك على فترة الزاكي بالمقارنة مع الواقع الحالي للإطار الوطني امحمد فاخر؟
- حجي: هذه هي كرة القدم، مدرب يرحل والثاني يحل، وهو متغير مستمر على صعيد النادي والمنتخبات، إذ لن أتمكن من معرفة عدد المدربين الذين رافقتهم خلال مشواري الكروي، المهم بالنسبة لنا نحن اللاعبين أن نتمكن من التأقلم مع كل جديد لأن كرة القدم تبقى هي كرة القدم·
المنتخب: تعود عبارة حجي الأصغر في الحديث عنك، هل ساعدك هذا الإنتماء في بدايتك، وهل تحررت الآن كنجم قائم بذاته؟
- حجي: إأنا جد فخور لانتمائي إلى هذه الأسرة، وكنت أجد سعادتي عندما أنعث بحجي الأصغر أو أخو مصطفى حجي، والحقيقة أنني استفدت من هذه الروابط، لكن هذا لم يمنعني من الإجتهاد لأبلغ ما بلغه مصطفى الذي قدم الكثير للكرة الوطنية··
الآن هناك يوسف الذي يتحمل مسؤولية الحفاظ على المكتسبات وهذا شيء جد صعب لكن ممكن·
المنتخب: كيف يتعايش القديم والحديث العهد بالمنتخب الوطني من خلال المرحلة الإنتقالية التي يعيشها الفريق وطاقمه التقني الجديد؟
- حجي: هذه سُنة الحياة فهناك لاعبون يغادرون وآخرون يحلون مكانهم، هذا يسري على الأندية والمنتخبات في العالم·· إلا أن المنتخب الوطني يبقى بؤرة تلاقي والأهداف تحتم التعايش لخلق جو العمل والتطلع إلى النتائج التي ينتظرها الجمهور، نعم هناك فوارق كثيرة داخل المجموعة من حيث اللغة والتربية والتكوين والمؤهلات والطبائع ويبقى الدفاع على الراية الوطنية هو الهدف المنشود·
المنتخب: موضوع تواجد المحترفين بين النادي والمنتخب يخلق إشكالية ثلاثية تهم بالدرجة الأولى المنتخب الوطني تم النادي وأخيرا اللاعب نفسه، هل تعيش هذا المشكل؟
- حجي: يجب أن نعلم أن هناك النادي الذي هو أساس ولوج اللاعب للإحتراف وإبرازه للناخب الوطني، لذا فبدون نادي لا يمكن دخول المنتخب، ومن الواجب على كل لاعب أن يستحق هذا الشرف، شرف المشاركة مع المنتخب الوطني، هنا تبرز أهمية المنتخب الذي بإمكانه أن يساهم في تسلق اللاعب للدرجات عبر المنافسات القارية والدولية، وبذلك تكون المشاركة واجب وطني خاصة أن المقابلات قليلة خلال موسم كروي، وهناك قوانين تنظم هذا الحضور·
المنتخب: ماهو الدور الذي يمكن أن يلعبه المنتخب الوطني لصالح اللاعب الدولي؟ وهل يمكن أن يكون سلبيا مع النتائج؟
- حجي: أظن أن المنطلق هو أن كل تعاقد مع لاعب محترف إلا ويتم حسب معطيات واضحة، أهمها المستوى الكروي للاعب ومدى انسجامه مع خطة المدرب ومع زملائه، وكم من لاعب متألق مع المنتخب الوطني لا يجد الرسمية مع النادي للعوامل السالفة الذكر، هذا لن يمنع من القول أن تألق المنتخب يساهم في تلميع صورة اللاعب داخل فريقه وهذا يسري على كل الأجانب لأننا نتحدث هنا بحجم الدولية·
المنتخب: هناك من يرون في إلتحاق نور الدين البخاري بنانط الفرنسي قادما من أجاكس اختيار لا ينبني على الواقعية، هل هذا رأيك أنت أيضا باعتبار الفوارق بين الناديين؟
- حجي: أعرف أن هناك أسطورة التفوق بين بطولة وأخرى، والأكيد أن الجانب المادي يلعب دوره في هذا التصنيف، الشيء الجديد هو أن البطولة الفرنسية وقياسا بنجومها عبر أوروبا ومنتخبها الوطني وواقعها الحالي من حيث إمكانات الأندية أشياء تجعل إلتحاق نور الدين البخاري بنانط الفرنسي شيء عادي، باعتبار أن هذا الفريق عرف منذ القدم بممارسة أجمل كرة في فرنسا، وله طموحات حالية للعودة إلى مستواه السابق عندما كان يلعب له نور الدين نيبت، بالنسبة لفريقي >رين< هناك "ميلكي" الذي إلتحق بنا لذا فأنا مع نور الدين في اختياره·
المنتخب: كيف عشت نهائيات كأس العالم بألمانيا أمام الشاسة الصغيرة؟
- حجي: الواقع أنني عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء وأرصد المراحل التي مر بها الفريق الوطني وطريقة إخفاقه في حجز تذكرة العبور إلى أوروبا، أجد أنه حيف، لأننا كنا المستحقين، وكم ألوم نفسي على الهدف الذي ضيعته وكان قاتلا للمنتخب التونسي·
ما عشته خلال الدورة الألمانية كان متعبا ومفيدا في نفس الوقت، إذ كنت أشعر بالرغبة في مواجهة عمالقة الكرة الدولية، وبالنظر إلى مستوى الفرق أظن أن مكان المغرب كان وسط هذه الدول بحكم ما أفرزته المواجهات، فهو حلم كل لاعب وشرف لكل مشارك، ولو كنا مكان تونس لتمكنا من المرور للدور الثاني·
المنتخب: ماهو السبيل في نظرك لاسترجاع سمعة ضائعة؟
- حجي: أظن أن المجموعة المتواجدة الآن في إطار تركيبة المنتخب الوطني لها من المؤهلات ما يمكنها من ركوب هذا التحدي بعد أن تعود الثقة للمجموعة ويتم الإندماج بين الجدد والقدماء، أما الهدف فهو اجتياز الإقصائيات القارية المؤدية لنهائيات غانا بسهولة وهذا في متناولنا وقبل التفكير في نهائيات كأس العالم 2010، شيء غير مستحيل·
المنتخب: نلاحظ أن الكرة المغربية تنبعث على رأس كل عشرية بواسطة منتخبها الأول، هل ترى أن المجموعة الحالية قادرة على هذا التحدي ونحن على مقربة من تظاهرتين بحجم قاري ودولي؟
- حجي: أتمنى أن تكون نظرتك صائبة، لأن الكرة المغربية في أمس الحاجة إلى نتيجة تبرر حضور طاقات كروية هائلة داخل الإحتراف وعلى مستوى وطني وكلها حماس لتحقيق ما أنجزه زملاء نيبت ومصطفى حجي، أكثر من هذا وبحكم دخول الكرة الوطنية عالم الإحتراف الذي يعتبر رافدا مهما لتنمية كرة القدم، أرى أنها الفرصة لتغيير هذه الظاهرة لأنها غير صحية في نظري·· عشر سنوات هي عمر لاعب وحضور تألق يستثني أجيال بكاملها، لذا أتمنى أن تجد كرة القدم الوطنية الإيقاع الملائم لتاريخنا العريق والحافل بالنتائج الجيدة، هذه السمعة يجب أن ندافع عنها والسبيل الوحيد هو وضع الركائز لممارسة في مستوى ضمان الإستمرارية، خاصة وأن الكرة الأوروبية تساهم بالقدر الوافر في إعداد العناصر التي يمكن أن تبحر في نسقية مع المحليين لضمان الإستمرارية، وهذا ليس بالعزيز على بلد له هوية كروية·
المنتخب: كما لاحظت اليوم، هناك عزوف الجمهور عن حضور المقابلات الدولية، ماهي السبيل لعودة هذا الجمهور ويذكرنا بلقاءات جمعتنا بمنتخبات غانا، غينيا، مصر وتونس؟
- حجي: الوصفة معروفة وواضحة، والسر في غياب الجمهور المغربي هو أنه جمهور ذواق ويحب الفرجة ومنتخب الممثل الذي يريد أن يراه في القمة، لذا فما علينا نحن أبطال هذا المسلسل إلا أن نمنحه الفرجة والنتائج التي يطمح إليها لأن كرة القدم أخذ وعطاء، وأحسن وسيلة هي أن نكون في المستوى، وقتها سيعود الجمهور لملء المدرجات، هناك أشياء أخرى تدخل في نفس الإطار ولها دورها وتهم جوانب الإشهار والحوافز وتوفير الظروف الملائمة لمتابعة المقابلات في وضع مريح·
المنتخب: في الموسم الماضي وقعت مع رين لأربع مواسم، هذا يدل على تمسك الفريق بحجي، هل معنى هذا أنك لن تدرس مع رجل أعمالك عروض أخرى؟
- حجي: بالفعل، فإن التوقيع لمدة أربعة مواسم مع فريق من حجم "رين الفرنسي" وبحكم الصورة التي أصبحت للكرة الفرنسية على الصعيد القاري والدولي·· هذا جد مشرف وينم على أنني طرف يمكنه أن يقدم الكثير لفريق يسعى إلى حضور أوروبي في نهاية هذا الموسم، إلا أن كرة القدم ليست بمثابة مكان نقيم به باستمرار، لذا فإن الرغبة في تغيير المكان وتحسين المردود المالي والكروي شيء مرتبط بحياة اللاعب والمدرب، وبالتالي فإن أي عرض لابد أن يأخذ مكانته من الدراسة، وإذا تبين أن حجي والفريق الأصلي وكذا المستقبل كل سيستفيد فلا مانع من التغيير وهي سُنة الإحتراف·
المنتخب: من خلال التجربة الجديدة مع المدرب امحمد فاخر، هناك متغير يكمن في استقطاب اللاعب المحلي لدخول تجربة الفريق الوطني، كيف ترى هذا الإندماج؟
- حجي: كنت دائما مؤيدا لدخول اللاعب المحلي تجربة المنتخب الوطني·· الأسباب كثيرة لكنني أركز على سبب أساسي هو الإرتباط بين الجمهور المغربي واللاعب المحلي باعتبار أنه يعيش معه طول السنة ويشكل نسبة كبيرة من عنصر اهتمامه بالمعاينة وداخل المقابلات والإعلام الرياضي، لذا لا يمكن أن نتصور فريقا وطنيا مشكلا كليا من المحترفين خارج الوطن لأن هناك الطابع المغربي والهوية المغربية التي يجب ألا نفتقدها، كما أن اندماج المحلي والمحترف خارج الوطن يعطي نكهة خاصة للفريق الوطني، تم إن العدد الكبير من المحترفين كانوا أصلا محليين إنطلقوا نحو الإحتراف، وأن كل الذين دخلوا التجربة من منطلق البطولة المحلية مصيرهم هو الإشراف، إذ برهنوا عن كفاءتهم داخل الملتقيات القارية والدولية وحتى في عصبة الأبطال وأخيرا وهذا مهم فالمشاركة هي أكبر حافز لتحسين البطولة عن طريق الأطر الوطنية واللاعبين الذين جلهم شباب·
المنتخب: يوسف حجي هو العنصر الذي حير المتتبعين في إطار تحديد مركز اللعب الذي يمكن ترسيمه فيه، فتارة جناح وأخرى وسط هجومي وثالثة مهاجم مساند للشماخ، ألا ترى أن تعددية المهام جد صعب وقد يفقدك هويتك؟
- حجي: المعروف عن يوسف حجي أنه لاعب متعدد الإختصاصات، وهذه ميزة ليست بالسهلة في مشوار لاعب باعتبارها سكينة حادة للطرفين، وقد تنتهي باللاعب إلى افتقاد هويته وربما الضياع، من جهة أخرى فإن الميزة تتطلب مؤهلات تقنية وجسمانية وقدرة على التأقلم مع مختلف الأوضاع خارقة للعادة وتفهم من المدرب وثقة كبيرة من هذا الأخير، لذا أخذت مكانتي في سن مبكرة مع نادي نانسي وإلتحقت في هذا الإطار بفريق باستيا ثم حللت "برين" برغبة من المدرب وقناعات ترجمت بأربعة مواسم كعقد تعكس مدته مدلول يشرف اللاعب·
المنتخب: هل أنت مرتاح في إطار المهام المسندة لك على صعيد الفريق الوطني؟
- حجي: أظن أن بلورة هذا الواقع المتمثل في القدرة على التحول من دور لآخر يظهر بجلاء على صعيد المنتخب الوطني، لأن كل منتخب وطني وكيفما كان مستواه إلا وهو في حاجة إلى لاعبين متعددي الإختصاص، وذلك لطبيعة مجموعة تتشكل من لاعبين كل واحد ومدرسته وهويته عكس النادي، لذا فإنني مرتاح لأجد صعوبات في تقمص عدد من الأدوار حسب طلب المدرب، إلا أن هذا يتطلب النفس الطويل كشرط أساسي·
المنتخب: الإنطلاقة مع رين عرفت غياب حجي ثم دخوله في الشوط الثاني قبل الترسيم لباقي المقابلات، هل تظن أنها أحسن انطلاقة؟
- حجي: خلال أول مقابلة من البطولة أقحمني المدرب في الشوط الثاني عندما لمس من قدرتي على تحسين أداء المجموعة، حيث ظهرت بالصورة التي جعلته يرسمني في الهجوم، المهم أنني أشعر بالرغبة في اللعب وهذا هو المهم، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق لبلوغ هدف حضور إحدى المنافسات القارية·
المنتخب: ماذا عن المقابلة الإعدادية ضد بوركينافاصو؟
- حجي: أنا أراها من زاوية الطرف الذي عاشها منذ الإعداد لها على مستوى التربص بالمعمورة، حيث تبين أن هناك نوع من الإنسجام ما بين القديم والحديث العهد بالمنتخب الوطني وجلهم شباب في بداية المشوار ومن تم حماس كبير، ثم هناك اللاعب المحلي الذي ظهر بصورة تؤكد احترافيته انطلاقا من النادي وهذا مهم بالنسبة للكرة الوطنية، من جهة أخرى هناك المؤهلات حيث وقفت على واقع كون كل اللاعبين لهم مؤهلات جيدة وحقيقية مما سيضع المدرب امحمد فاخر أمام مشكل الإختيارات، لذا أظن أن التفاؤل واجب، أما·· المقابلة كانت جد عادية لطابعها الإعدادي وهي أنسب أرضية ستمكن المدرب الوطني من توظيف المجموعة التي سيخوض بها غمار الإقصائيات القارية المقبلة·
المنتخب: هناك موضوع هام له ارتباطات بالمجالات الإجتماعية والمهنية للاعبين، والأمر يهم عملية توظيف الإمكانات المالية التي يحصل عليها اللاعب في الإتجاه الذي يضمن مستقبله وأسرته الصغيرة، ما هو قولك؟
- حجي: بالأمس كان من الصعب على لاعب كرة القدم أن يوفق ما بين لاعب له اهتماماته الرياضية ورجل الأعمال الذي له خبرة في تدبير الشأن المالي، اليوم هناك مكاتب متخصصة لها سمعتها ومعترف بها تتولى هذه العملية حتى يبقى انشغال اللاعب منكب على الجانب الرياضي فقط، في نفس السياق أرى أن الزواج حمية مهمة باعتبار أن المحافظة على الأسرة الصغيرة ومسؤوليات الزواج تشكل عنصر التوازن، ورغم هذا فالإشكالية تبقى مطروحة ليست بالنسبة للمغاربة فحسب بل لكل الممارسين على أعلى مستوى·