إذا سلمنا ان سباق الفورملا 1 هو مشروع اقتصادي سياحي بالدرجة الأولى و الثانية و رياضي بالدرجة الثالثة، على اساس اننا لا ننافس في هذه الرياضة، و لكننا نوفر حلبة السباق و الاجواء اللازمة له، و ان هذا يمنحنا كسباً معنوياً، بأن يقال ان البحرين تقوم ايضاً مع دول اخرى في العالم بتنظيم سباق الفووملا 1، و ان نجاحها من شأنه ان يزيد حضورها على خارطة هذا النوع من السباقات...
لكن هذا المكسب المعنوي شئ، و المكسب الاقتصادي و السياحي شيئاً آخر، في الجانب الاقتصادي علينا ان تعامل مع المشروع من حيث التكلفة و العائد، كم صرفت الدولة من ملايين الدنانير على بناء الحلبة، و توفير كل المعدات و الاجهزة و المديرين و المشرفين، و العاملين على مدام العام في هذه الحلبة، و بالتالي ما هو العائد الذي تحقق في العام الماضي، و ما هو العائد الذي سيتحقق هذا العام، وهل سيغطي العائدان التكلفة، ام ان هذه التغطية ستحتاج بضعة اعوام قادمة، و ما هي هذه الاعوام، و متى تنتهي.
و من التكلفة الى الاضافات و التطوير، و منها الى تكلفة او مصاريف الصيانة الدورية، علماً بأن الحلبة مقامة في الصحراء، حيث تدفق الرمال، و الحاجة إلى الصيانه و التنظيف و وضع الحواجز باستمرار، فكل هذه تكاليف تضاف ‘لى الكلفة الاصلية، و التي قامت الدولة باستدانتها من بنوك خارجية ضمن قرض الـــ 500 مليون دولار الذي رفضه مجلس النواب اولاً، تم ما لبث ان وافق علية في 2003، وهو مازال سنة اولى نيابة...
فما هو العائد الاقتصادي لهذا المشروع، و ما هو العائد السياحي، و الذي يفترض ان ينعكس على الفنادق و المطاعم و الاسواق، و تمتلئ بالوزار القادمين لمشاهدة الفورملا 1، فهل حدث هذا العام الماضي، وهل يتوقع ان يحدث هذا العام، و من ثم ما هو العائد السياحي الذي تحقق و من المتوقع ان يتحقق هذا العام، و الاعوام القادمة، اسئلة تحتاج لإجابة عليها الى ارقام حقيقية، و مدققة، وموجودة في ميزانية الدولية لعامة 2004 و 2005، و كذلك في تقرير ديوان الرقابة المالية، الذي عليه ان يقيم هذا الاستثمار و يقول لنا ان الدولة قد صرفت الملايين في مكانها او انها لم تفعل..
رئيس المؤسسة العامة للشباب و الرياضة قال امس، ان فورملا العام الماضي حقق مائة مليون دولار، اي حوالي 40 مليون دينار كدخل، و انه يتوقع ان يكون الدخل هذا العام اكثر، و قال ايضاً انه باع حتى امس 40 الف تذكرة لليوم الاول، و ان "الفوائد و المكاسب كثيرة"، و كل هذا كلام جميل، لكن رئيس المؤسسة، و الذي شغر يوماً منصب مدير الاستثمار بصندوق التقاعد يعلم تماماً ان الاقتصاد و الاستثمار يحتاج الى ارقام مفصلة و مدققة، و تحتاج ان تدخل في بند الايرادات في الميزانية العامة للدولة، و في تقرير ديوان الرقابة عندها فقط نستطيع ان نقول ان فورملا البحرين ناجحة و ذات مردود اقتصادي و سياحي و رياضي.