أضحت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في قبضة الأمن، فقد وضعت قضية تزوير ورقة خروج اللاعب مروان زمامة حدا لأسطورة مناعتها، باعتبارها جهازا له حصانة عن التحقيق والمحاسبة، فعملية تزوير الوثائق التي انتقل بموجبها لاعب الرجاء البيضاوي للعب لهيرنبيان الاسكتلندي أدخلت الجامعة قفص الاتهام، بحكم أن ورقة خروجه التي توصلت بها الجامعة الاسكتلندية تحمل ختم الجامعة المغربية.
وكشف مصدر جامعي لـ "الصحراء المغربية" أن المساءلة والتحقيق سيشملان ثلاثة أطراف هي الرجاء البيضاوي والجامعة والوسطاء بمن فيهم الذين يتوفرون على رخصة مزاولة المهنة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" .
وأضاف المصدر نفسه أن المسؤولين بالجامعة ينتظرون حضور رجال الأمن من وقت لآخر لتعميق البحث والتحقيق في قضية تزوير وصفتها الصحافة الاسكتلندية بالكبيرة، مع التأكيد على أن وراءها مافيا منظمة متخصصة في تهريب اللاعبين لممارسة كرة القدم في الخارج خصوصا في أوروبا والخليج، وهو ما أصبح واضحا بعد الكشف عن المسار الذي اتخذته العملية من نقطة البداية.
وكانت عدة فعاليات اعتبرت أن هذه التصريحات ألحقت الضرر بسمعة المغرب، مشددة على ضرورة البحث عن الجناة ومعاقبتهم.
ويرى المهتمون أن مباشرة رجال الأمن التحقيق في قضية تزوير داخل جامعة كرة القدم، يؤكد أنه لم يعد بالإمكان الصمت عن الخروقات وطيها كما حدث في قضايا كثيرة انتظر الرأي العام المغربي التحقيق فيها بجدية لوقف هيمنة من يستغلون الجامعة والرياضة لقضاء مصالحهم الشخصية، ولو كان ذلك على حساب تدني منتوجنا الكروي والإساءة الى صورة كرة القدم المغربية.
وسبق أن عاشت الجامعة أحداثا مؤسفة تم التكتم عليها لسرقة مبالغ مالية وفاكس من مكتب الرئيس ما أدى إلى اعتقال حارس قيل إنه كان وراء السرقة.
وتحوم الشكوك حول ضياع ملفات مدربين ووثائق لاعبين جرى الحديث حول عدم شرعية انتمائهم إلى أي فريق.
ولن تكون قضية زمامة الأولى التي أدخلت الأمن إلى الجامعة، إذ سبق أن تورط ابن مسؤول سابق في حادثة سير عندما كان يسوق سيارة في ملكية الجامعة، ولاذ بالفرار إلا أن ضحيته تمكن من تسجيل الرقم فتعقب المذنب.
وجاءت قضية زمامة لإماطة اللثام عما عرفته الجامعة من ترد، إذ يشتكي لاعبون دوليون من المحسوبية وهيمنة عناصر على الأوضاع وإرغام اللاعبين على تقديم الهدايا مقابل تمكينهم من الانضمام للمنتخب الوطني.
وكان من نتائج تداول أنباء عن استثناء الجامعة ومحيطها من المحاسبة، ابتعاد عدد من الكفاءات وتراجع مستوى المنتخبات الوطنية، ففضلا عن عدم التأهل إلى المونديال في دورتين متتاليتين عامي 2002 و2006، نصب المدرب امحمد فاخر بطريقة عشوائية، إذ حمل مسؤولية تدريب المنتخب الوطني الأول عشرة أيام فقط قبل انطلاق نهائيات كأس أمم افريقيا فتجرع المغاربة مرارة الإقصاء من الدور الأول،وقبل ذلك كانت فضيحة التعاقد مع الفرنسي فيليب تروسيي الذي ربح ملايين، قدمت له من المال العام عن مهمة لم يقم بها، ولم تجن منها كرة القدم المغربية فائدة.
ومن بين الفضائح التي تفجرت في الموسم الماضي تورط خمسة لاعبين من المنتخب الأولمبي في قضية تناول مواد محظورة ثبت أنها توجد في مخدر المعجون ولم تتحل الجامعة بالشجاعة اللازمة وتكشف عن أسمائهم ولم يكن بإمكان الرأي العام المغربي التعرف عليهم لولا المجهودات التي بذلت من طرف رجال الإعلام المكتوب.
وكان إقصاء المنتخب الوطني للشباب آخر المهازل التي تسببت فيها الجامعة بالإضافة إلى تأخير إصلاح ملاعب فرق المجموعة الوطنية الأولى ما يشكل تهديدا صريحا للموسم الكروي ومشروع تأهيل كرة القدم الذي وفرت له الحكومة ميزانية مهمة.
المصدر الصحراء المغربية