الصيام و الجهاز الهضمي
راحة أجهزة الجسم ضرورة فسيولوجية حيث تعطي الراحة فرصة لعمليات التجديد
والبناء في الخلايا وإزالة أي احتقان في الجهاز الهضمي ويجب تجنب تناول الأطعمة
الدسمة والمقلية التي تحتاج لجهود لهضمها وأيضا الكاري والتوابل الحارة التي تسبب
احتقاناً.
وسلوكنا الغذائي هو الذي يجعلنا نستفيد من رمضان بتجديد الخلايا الفسيولوجية
اللازمة له حركياً ووظيفياً ، وذلك باختيار الأطعمة السهلة للهضم.
وخلو المعدة من الطعام قد يكون مفيداً في أمراض كثيرة مثل مرض القولون العصبي أما المريض الذي يعاني من القرحة الأثنى عشر أو في المعدة فأنه مطالب بمراجعة الطبيب المختص، وذلك لأن كثيراً من حالات القرحة تكون نتيجة جرثومية يمكن القضاء عليها بتناول الدواء المناسب .
فقبل شهر رمضان المبارك على المريض المصاب بالقرحة مراجعة طبيبه، والذي قد يصف له علاجاً قبل البدء في الصيام لحمايته من تكرار حدوث التقرحات، وفي حالة عدم
قدرة المريض على الصيام عليه الأخذ بالأسباب المذكورة آنفاً فإنه ينصح بالفطر منعاً لضرر .
إن الصوم لا تحصل الفائدة منه ما لم يكن أساسه الاعتدال في الطعام والشراب ، أما إذا صام الشخص في النهار وأفرط في الأكل والشرب فقد يؤدي ذلك إلى نتيجة معكوسة لا تتحقق الغاية منه.
أسباب اضطراب الهضم عند الصائم :-
كثيراً ما يشتكي الصائمون من اضطرابات الهضم المختلفة على حد سواء أثناء الصيام أو حين وبعد الفطور ونقصد باضطرابات الهضم هنا هي حالات عدم الارتياح والتي يواجهها الصائم في جهازه الهضمي .
· آلام البطن الخفيفة الحادة :-
وهذه تنشأ إما لأسباب عضوية متصلة بالصيام والتي من شأنها إثارة الجهاز الهضمي عند
الامتناع عن الطعام لفترات طويلة أو عند أخذ الحيطة والكمية الملائمة أثناء ساعات الإفطار ومن أهم هذه الأسباب قرحة الاثنى عشر وفيها يشعر الصائم عند الامتناع عن الطعام بآلام شديدة في الجزء الأعلى من بطنه والتي تختفي عادة أثناء الإفطار وتجدر الإشارة هنا أنه من الأسباب المهمة في درء هذه الآلام هو التأكد من تشخيص الحالة عند الطبيب المعالج وذلك أن بعضها قد يستوجب الإفطار لما يمكن أن يخلفه الامتناع عن الطعام أو الدواء في نهار الصيام من مثيرات لهذه التقرحات تسبب آلام البطن الحادة أو النـزيف الداخلي.
· مرضى قرحة المعدة والاثنى عشر :-
عليهم الإفطار حتى يتم الشفاء ومن ثم الصيام وأحياناً في حالات استعمال العلاج الثلاثي لميكروب المعدة فيجب الفطر حتى الانتهاء من العلاج وذلك لاستعمال الدواء في ساعات محددة.
· مرض تليف الكبد :كبد :-
بعض المرضى الذين يعانون من تليف الكبد والالتهاب الكبدي يصعب عليهم الصيام نظراً لاحتياجهم لكميات من الوجبات السكرية لتغذية الكبد باستمرار وأيضاً لحاجتهم لبعض مدرات البول.
الإمساك والصيام :-
الإمساك حالة شائعة تصيب كثيراً من الناس وقد يكون الإمساك موقوتاً بسبب مرض عابر إلا أن الإمساك قد يتحول إلى حالة مزمنة عند بعض الأشخاص … ويجب أن نذكر أن تخلف الأمعاء عن أداء وظيفتها يوماً واحداً وحدوث الإمساك أمراً لا يستحق الاهتمام.
والإمساك هو أحد الاضطرابات الهضمية العامة التي يعاني منها الصائمون أثناء الأيام الأولى من بداية شهر الصيام ، وهذا العارض المرضي يساهم في استثارة آلام البطن والغازات والصداع ويعود سببه بالأساس إلى تغيير النمط الغذائي في رمضان ، وأيضاً فإن الاختلاف في ساعات العمل وأوقات النوم يؤديان إلى تغيير نظام الجسم في طريقته وتوقيت تخلصه من فصلاته . أيضاً طول فترة الصيام وقلة السوائل قد يكونان عاملان مساعدان لحدوث الإمساك عند بعض الصائمين.
ننضح الصائمين الذين يعانون من الإمساك أتباع الآتي :-
1- أن يتناول هؤلاء الأشخاص وجبة متوازنة تحتوي على ألياف غذائية مثل الخضار والخبز الأسمر والخضراوات الطازجة بعد غسلها جيداً .. أما الفواكه فيجب أن يكثروا من تناول التين والبرقوق .
2- يحب على الصائمين المصابين بالإمساك أن يشربوا كميات وافرة من الماء في وجبتي الإفطار والسحور.
3- يجب أن يمارس المصابون بالإمساك نوعاً خفيفاً من الرياضة كالمشي مثلاً ، وذلك من شأنه تنشيط الكبد وزيادة إفراز الصفراء وتنشيط حركة الأمعاء.
4- يستخدم التين والقراصيا ( البرقوق المجفف ) لمعالجة الإمساك وذلك لنقعهما في الماء وتناول حبا تهم في وجبتي الإفطار والسحور .
5- يفيد تدليك البطن تدليكاً دائرياً في اتجاه عقربي الساعة لمدة دقائق كل صباح قبل مغادرة الفراش.
استعمال الملينات لمعالجة الإمساك :-
ليس هناك أي مشكله في استعمال أدوية الإمساك في شهر رمضان فاستعمال الحبوب الملينة يفضل في وقت الإفطار.
الإفطار الصحي :-
يفضل عند الإفطار البدء بسوائل دافئة كالحساء مثلاً وعصير بعض الفواكه وذلك لتنبيه إفرازات الحويصلة الصفراوية .. وليقبل الصائم على طعامه في غير عجلة ولا لهفة وليكن ما يتناوله من الأكل كميات قليلة كما يجب على الصائم ألا يقبل على شرب الماء بكميات كبيرة يعبها عباً وتمتلئ معدته في وقت قصير … وذلك الأمر يسبب ارتباكاً في عملية الهضم ويستحسن عند الإفطار عدم الإكثار من المواد الدهنية والمقليات لأن مثل هذه المواد يصعب هضمها في وقت تكون فيه المعدة وبقية الجهاز الهضمي في حالة استرخاء وكسل .
وبعكس المواد الدهنية فإن المواد النشوية والسكرية يكون هضمهما أكثر سرعة والاستفادة منها سهل لتزود الجسم بحاجته من الطاقة الحرارية .
والمواد البروتينية مثل اللحوم والطيور واللبن وغيرها لابد أن يحتوي طعام الصائم عليها لأهميتها ولكن على الصائم ألا يكثر منها .. كما يجب عليه ألا ينسى نصيبه من الفاكهة والخضراوات الطازجة لاحتوائها على الفيتامينات اللازمة لحيويته
تعجيل الفطور :-
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور )) رواه البخاري ومسلم.
2- بعد آذان المغرب مباشرة يعدو المسلم ربه أن يتقبل صومه ، ويتناول رطباً أو تمراً أو فاكهة .. مع كمية قليلة من الماء .
3- يستحب للصائم أن يبادر بالفطر وأن يفطر على رطب فإن لم بجد حسا حسوات من ماء ، كما روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه كان يفطر على رطبات ، فإن لم يجد فعلى تمرات فإن لم يجد حسا حسوات من ماء ))
أخرجه أبو داود وأحمد وإبن خزيمة والترمذي بسند صحيح.
4- يصلي المغرب.
5- يتناول وجبة إفطار قليلة الدسم ولا يزيد كمية الماء عن كوب واحد .
6- بعد التراويح يمكن تناول كميات قليلة من السوائل على فترات متعددة ويفضل ألا تكون مثلجة ، وبقية وجبة الإفطار.
وجبة السحور :-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( تسحروا فإن في السحور بركه )) رواه الخمسة إلا أبو داود.
وبعض الناس يتناولون طعام السحور بعد منتصف الليل بقليل ثم ينامون حتى الصباح .
وقد يشكل النوم عبئاً على الهضم عند بعض الناس خصوصاً إذا كانوا يعانون من بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب .
إن التعجيل بالسحور يجعل فترات الحرمان من الطعام والشراب طويلة .. والمستحب تأخير السحور ، وبذلك يكون هناك مجال لهضم وجبة الإفطار تماماً ، والأفضل أن تأتي وجبة السحور على معدة خاليه وجسم مستوف لحاجته من الماء ، وتكون وجبة من الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم كاللبن ومنتجاته والفواكه .. ولا تكون بها نسبة كبيرة من الأملاح التي تؤدي إلى العطش … وبعد السحور يحبب أن ينتظر الصائم حتى صلاة الفجر إذا أراد أن ينام قليلاً بعد السحور.