العودة بالكأس

موضوع: العودة بالكأس السبت مايو 26, 2007 1:52 am

أجواء يوم المباراة
البداية بالرقص والزغاريد والنهاية بالأسف والحسرة
عاشت ولاية سطيف، خلال يوم المباراة، أجواء مميزة لم تشهدها مدينة عين الفوارة وما جاورها من مدن منذ أزيد من 18سنة، وبالضبط منذ فوز الوفاق بكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة ,87 حتى إن الذين عاشوا تلك اللحظات جزموا بأن أجواء نهائي رابطة أبطال العرب لم تشهدها سطيف منذ الاستقلال· وتحوّل سكان مدينة عين الفوارة برجالهم ونسائهم وأطفالهم وحتى شيوخهم إلى مناصرين للفريق الأكثر شعبية بالولاية، مما جعل المشهد يتحول إلى عرس حقيقي صنعته الزغاريد المنبعثة من كل شرفات المنازل ونوافذها، في وقت تحوّلت الساحات العمومية والنوادي والمقاهي إلى مساحات للتجمع للرقص على أنغام الطبل والزرنة، وكذا الأغاني المنبعثة من مكبرات الصوت التي وضعها أصحاب المحلات التجارية المتخصصة في بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة، إلى جانب الحديث عن الوفاق وما يصنعه من أفراح ومسرات مع نهاية الموسم الكروي الجاري· وعرفت شوارع المدينة وأرصفتها صعوبة كبيرة في حركة المرور، نتيجة خروج الآلاف من السيارات المزيّنة بالأعلام الوطنية، ورايات الوفاق الكحلة والبيضاء، وحتى الحافلات والشاحنات والدراجات النارية وكل شيء يمكنه أن يسير على عجلات، ظلت تجوب شوارع وأحياء المدينة محمّلة بآلاف الأنصار الذين ملأوا فضاءات المدينة بصخب الهتافات المزودة بزغاريد العمريات ومنبهات أصوات المركبات المختلفة· وحتى الفتيات المغرمات بكرة القدم لم يتمالكن أنفسهن ولم يستطعن التزام بيوتهن ليخرجن إلى الشارع مرتدين الزي الأسود والأبيض، وحاملات للرايات الوطنية، مفضلات مشاركة الشباب الاحتفالات التي سبقت المباراة· وكانت الحشود بمحيط ملعب الثامن ماي 45 كبيرة وغير متوقعة منذ الساعات الأولى من نهار الخميس، حيث جاء الجميع للبحث عن تذكرة الدخول التي حدد لها المنظمون سعر 500 دج بالنسبة لتذكرة المدرجات المغطاة و300دج للمدرجات المكشوفة·· غير أن جل التذاكر بيعت في السوق السوداء بأسعار خالية، حيث تعدى ثمن تذكرة المدرجات المغطاة الأربعة آلاف دج، فيما وصلت أسعار تذاكر المدرجات المكشوفة إلى ثلاثة آلاف دج· ورغم أن المنظمين أكدوا بأنهم طبعوا 20 ألف تذكرة فقط، فإن الجمهور الذي غزا مدرجات الملعب واكتسحها عن آخرها منذ الساعة الواحدة زاولا تجاوز الثلاثين ألفا، وبقي الآلاف ممن تمكنوا من اقتناء تذاكر بأسعارها الخالية خارج الملعب·
شوارع خالية وأنصار أرهقهم التعب
ألهب أنصار الوفاق القادمون من كل جهات الوطن فضاء ملعب الثامن ماي، بالأهازيج والأغاني الممجدة للفريق قبل انطلاق المباراة بساعات، متجاوبين بذلك مع الأغاني التي كانت تبث عبر مكبرات الصوت من قبل إدارة الملعب·· غير أن الأنصار أصابهم الذعر ونال منهم التعب بعد بداية المباراة، أين فضلوا الوقوف كمتفرجين في جل لحظاتها، خاصة حينما كان التفوّق الميداني لفائدة الفريق الضيف، وفي تلك اللحظات تحولت سطيف إلى مدينة أشباح، حيث التزم كل السكان المنازل والمقاهي وكذا الساحات العمومية التي نصبت بها شاشات عملاقة، وكانت الأصوات تنبعث من حين لآخر لتعيد الحياة للمدينة وتتجاوب مع كل محاولة يقوم بها رفقاء القائد سليمان رحو لتهديد مرمى الحارس العمايرة·
غضب وخيبة أمل كبيران بعد المباراة
لم يتقبل أنصار الكحلة هدف التعادل الذي أحرزه الأردنيون في آخر دقائق المباراة·· لتتحول تشجيعاتهم للفريق إلى سب وشتم وانتقاد للاعبين·· ووصل بهم الأمر إلى رمي القارورات وأعمدة الرايات البلاستيكية، الأمر الذي جعل من قوات محاربة الشغب تدخل إلى أرضية الميدان وتقف في مكان مواجه للمدرجات المغطاة لمنع أي دخول للأنصار، وكذا لحفظ سلامة اللاعبين والطاقم التحكيمي· ولحسن الحظ، فإن جماهير الكحلة لم تقم بأعمال شغب أو تكسير داخل وخارج الميدان، واكتفوا فقط بتوجيه انتقاداتهم للاعبين والمدرب·· وهو المشهد الذي عاشته مدينة سطيف خلال الصبيحة، حيث بدا على الجميع عدم الرضا عن أداء الفريق، وخيّم نوع من الحسرة والأسى على الكثير من السكان الذين تحدثوا عن طريقة وأداء للفريق· كما راحوا يبدون آراءهم وانتقاداتهم حول طريقة اختيار المدرب سعدان للتشكيلة، وكذا الخطة التكتيكية المنتهجة· في حين كان بعض الأنصار أكثر تفاؤلا حينما أكدوا بأن فريقهم قادر على العودة بالكأس من الأردن·

http://www.26sep.net/userimages/Image/sport%20riadah/areb.jpg" border="0" alt=""/>